قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به).
شهد العام الماضي تحديات كبيرة لنا جميعًا على مختلف الأصعدة. سواء كانت تلك التحديات ناتجة عن القيود المفروضة على حياتنا التي حدّت من أنشطتنا اليومية المعتادة، أو نتيجة فقدان الوظائف بسبب الوباء، فقد أظهر لنا عام 2020 أهمية ما نملك وكيفية تقديره، ودفعنا للبحث عن طرق جديدة لمساعدة المحتاجين، خاصة أولئك الذين يكافحون الفقر.
واجبنا الديني والأخلاقي يحتم علينا أن نرد الجميل لجيراننا القريبين والغرباء البعيدين الذين يواجهون صعوبات كبيرة، وتقع على عاتقنا جميعًا مسؤولية مساعدة بعضنا البعض بدلاً من التجاهل.
الزكاة، الركن الثالث من أركان الإسلام، تمثل واجباً على المسلمين لمساعدة الضعفاء وتقديم يد العون لهم للبقاء على قيد الحياة، وتتجلى هذه القيم في تعاليم الإسلام الداعية إلى الكرم والإنفاق في سبيل الله.
كما قال:
(آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) سورة الحديد الآية 7
الزكاة
هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وتعني في اللغة النماء والزيادة والطهارة، إذ يُقال إن المال الذي يُخرج منه الزكاة يزيد ويبارك الله فيه، وتطهر به النفس من البخل والشح.
يجب على المرء أن يعطي ما نسبة (2.5٪) من ثروته بناءً على أرباحه السنوية وأن يعطي هذه النسبة للمحتاجين. عادة ما يتم وضع هذا جانبًا على أنه ما يتوقع المرء تقديمه سواء من خلال التبرع للجمعيات الخيرية أو المساجد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل سُلَامَى من الناس عليه صدقةٌ، كل يومٍ تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقةٌ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقةٌ، والكلمة الطيبة صدقةٌ، وبكل خطوةٍ تمشيها إلى الصلاة صدقةٌ، وتميط الأذى عن الطريق صدقةٌ)
الصدقة
الصدقة في الإسلام هي العطاء المادي أو المعنوي الذي يقدمه المسلم لمن يحتاج، سواء كان من المال أو الطعام أو اللباس أو حتى بالكلمة الطيبة أو الابتسامة. وتُعد الصدقة من أعمال البر التي يُحبها الله وتُعتبر وسيلة لنيل رضاه، فهي تطهر النفس من الشح، وتُعزز الروابط الاجتماعية، وتُعين الفقراء والمحتاجين.
وتأتي على شكل المساعدة في توزيع الطعام أو الملابس ، أو إعطاء مسكن لشخص بلا مأوى . يُعطى الصدقة بشكل أكثر تكتمًا للمحتاجين وليس لغرض الشهرة.
قال تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير). سورة البقرة(271).
الزكاة والصدقة هما عنصران جوهريان في حياة المسلم، إذ إنهما يعكسان روح التضحية التي تحمي من المصائب والشدائد وقال النبي: (بادروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّاها") (الترمذي).
إذ كما يقول المثل القديم: "العطاء دائمًا أفضل من الأخذ." هناك العديد من الطرق لرد الجميل للمجتمع والعائلات والأصدقاء. يمكن للشخص أن يساعد جاره المسن في جز العشب، أو يسدد ديون قريبه، أو يساعد صديقًا في الوصول إلى عمله. حتى عندما لا يملك الشخص الكثير ليقدمه، فإن هدية الابتسامة تظل أعظم الصدقات على الإطلاق.