تعتبر متابعة آخر اخبار تحري هلال الشهر الكريم في التاسع والعشرون من شعبان من اجمل تجارب الأسرة المسلمة في كل عام، فبقدوم رمضان يفرح الصغير والكبير فهو شهرالطاعات والعمل الصالح وفيه يغفر الله الذنب، كما ورد في الصحيحيين عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ".
لكن سوء الأوضاع المعيشية في العديد من المناطق في العالم جعل من شهر رمضان حمل ثقيل، فترى العديد من الأسر المعدمة لا تستطيع تحمل تكاليف الطعام والشراب خلال الشهر. ومن هذا المنطلق فإننا في مؤسسة الزكاة الأميركية نضاعف جهودنا طوال الشهر الكريم لسد أكبر قدر من احتياجات اخواننا المسلمين في مختلف مناطق العالم.
ففي الأردن الذي يعاني من شح الموارد في ظل تدفق اللاجئين من جميع الدول في المنطقة العربية ، قمنا بتوزيع ١٠٠٠ طرد غذائي (الطرد يلبي احتياجات اسرة كاملة لمدة شهر)، و ٩٠٠٠ وجبة إفطار صائم في عدة مناطق طوال الشهر الكريم بالاضافة لتوزيع كسوه العيد وكفالات الايتام.
وما يظنه البعض يسيراً يراه بعض الناس أمرا عظيما، ففي أثناء توزيعنا للطرود في بلدة الجفر (٣٠٠ كيلو متر جنوب العاصمة عمان) جائني طفل صغير لا يتجاوز عمره العشر سنين ليحدثني وفي سياق الحديث قال لي: "انا لما باخد الأغراض بكون كتير فرحان"، وعند حديثي معه وجدت انه طفل يتيم الأب من أسرة تتكون من ١٢ فرد هو أصغرهم.
وفي يوم آخر عند انتهائنا من توزيع وجبات الإفطار على الصائمين في مدينة عمان واذا بسيدتين طاعنتين في السن يفترشن الطريق بعد اذان المغرب لا يملكن سوى رغيف خبز جاف، ولحسن الحظ بقي معنا عدة وجبات لم يحضر أصحابها لاستلامها فكانت من نصيبهن، وفرحن بها فرحا شديدا لم ارى مثله في حياتي
قد يعتبر البعض أن توفر الطعام والشراب هو أمر بديهي ولكن للكثير من الناس هو المهمة التي يعمل على تحقيقها كل يوم منذ أن يستيقظ حتى يجد ما يسد رمقه. فمن الواجب علينا كمسلمين ان نتداعا لوجع إخواننا وأن نساعدهم بكل ما نستطيع، فكما قال عليه الصلاة والسلام :"فلا تحقرن من المعروف شيئا".
عمر المصري