زوليا وزينة هما فتاتان يتيمتان تعيشان في ريف تشانغارا في كينيا. قتل والدهم عام 2011 وأدى ذلك إلى إغراق والدتهم جوزفين وإخوتهم الثلاثة في حالة فقر لا نهاية لها . تحت وطأة الظروف القاسية وفقدان المعيل الوحيد للاسرة و نتيجة نقص المال وحاجتهم له، أجبرت والدتهم جوزفين على اتخاذ قراراً سيئاً حيث كانت تقوم بشكل غير قانوني بإنتاج كحول الحبيبات، والمعروف محليًا باسم (chang'aa) . وأصبحت تستضيف ليالي لشرب الكحول في منزلها. كانت طفلتاها زوليا وزينة يشاهدن رجالاً مخمورين في منازلهم، معرضين حياتهما للخطر والاعتداء عليهما، ثم داهمت الشرطة منزلهم وصادرت مصدر دخل ولدتهم.
وفي إحدى ليالي الرعب التي كانت تعيشها الطفلتين ذهبتا إلى بيت مدينة وهي فتاة مجاورة لهما، يتيمة مثلهم تعيش مع أمها المتدينة حياة سعيدة ، ولكن في فقر مدقع. أصبحت مدينة صديقة مع زوليا وزينة . رحبت والدتها بالفتيات في منزلها.
التبرع يجلب الغنى
مدينة وأمها على رغم من حاجتهما الملحة وطعامهما الشحيح إلا أنهما شاركتا الفتيات به، وتقاسمن الدفء والحب والنور سوياً، ثم اصطحبتهما مدينة معها إلى المدرسة بشكل يومي لمدة شهر.
لم يكن لدى عائلة تلاميذ المدرسة ما يكفي من الطعام لإطعام الطفلتين. لكن قلوبهم وجدت طريقة، حيث اتفقوا جميعاً على التناوب في توفير طعام الغذاء للطفلتين بشكل دوري لدى العائلات الاخرى بالرغم من قلته لديهم إلا أنهم كانوا يأكلون أقل لكي يكفي الكل.
الطفلتان رغبتا في العيش بطريقة سليمة، لكن وضع والدتهما جوزيف بقي مريعاً وقلبهما كان مفرغاً ومحبطاً، ولكن عندما رأتى المحبة والطيبة التي أظهرته جارتهما الأرملة الفقيرة للطفلتبن . كأنها رأت نور الأمل الجديد الذي يعيدها إلى الحياة الصحيحة في نظر طفلتيها.
ذهبت جوزفين إلى جارتها. تسالها المساعدة وأن تواسي قلبها. اتقوا الله في بناتي وانصحوني. طمنتها والدة مدينة، بالتعاطف معها ومساعدتها بصدق.