ألْقَت صباح قباني نظرة من خلال نافذة مبنى شقتها في عمان التي عاشت فيها لعدة شهور، ولكن حياتها في هذه المدينة لا تعطيها الإحساس بأنها فى منزلها.
بالنسبة لِصباح قباني والتى تبلغ من العمر 39 عاماً فإنّ المنزل يكون دائماً هو درعا في سوريا، ولكن كلما يحتدم الصراع في سوريا تبدو فكرة العودة إلى ذلك المنزل وكأنها مجرد حلم . إنها تتذكر منزلها الذي دُمِّرَ بسبب إحراقه نتيجة للحروب الدائرة فى المنطقة، وقد ترسخت قناعتها بأنّ الأمور أصبحت خطيرة للغاية وذلك بعد إلقاء القبض على زوجها وإبنها وعدم عودتهما للمنزل.
لقد هربت صباح مع أولادها إلى الأردن وكان ذلك في منتصف فصل الشتاء وانتقلت إلى شقة تقع في قلب مدينة عمان، لكن هذه الشقة كانت صغيرة و شاغرة إلى حدٍ كبير وليس بها أثاث باستثناء عدد قليل من المراتب كما كانت الثلاجة والغسالة في حالة سيئة، أمّا بالنسبة للمياه فإنها تتوفر مرة واحدة فقط خلال الأسبوع.
إنّ صباح تبدأ يومها بالتفكير في كيفية حصولها على ما يكفي من الغذاء لإطعام أطفالها، وقالت "إنّ أطفالي مثل أي أطفال آخرين يريدون ويتمنون أن يعيشوا حياة طبيعية ، لكني لا أستطيع أن أوفر لهم فمثلاً لم أتمكن من شراء الزي المدرسي للأطفال وعند ما علم أحد مدرسيه بذلك أعطاه نقوداً حتى يتسنى له شراء الزى المدرسى."
لقد داومت مؤسسة الزكاة الأميركية خلال العامين الماضيين على العمل لمساعدة اللاجئين السوريين مثل عائلة قباني فمنذ أن التقى ممثلو في الأردن في وقت سابق من هذا العام ولأول مرة عائلة قباني ، فقد تم تخصيص حزم الإغاثة لهم وذلك في شكل طرود غذائية وملابس، بالإضافة إلى التكفل بتعليم ابنتها من خلال برنامج كافل اليتيم والذى تقوم بتنظيمه ورعايته مؤسسة الزكاة.
وذكرت صباح "في بداية شهر رمضان لم يكن لدينا طعام كافى وكان أولادي يشمون رائحة طهي الجيران وهم يتضورون جوعاً.
لقد كان العون الغذائي المقدم من مؤسسة الزكاة كافياً لنا وقد أدى لحل مشكلتنا الغذائية معربة عن امتنانها للغاية لهذه المساعدة."
وفي العيد زار أعضاء فريق الزكاة مكان إقامة عائلة قباني وقاموا بإعطائهم بعض الملابس والحلوى مما جعل الأطفال فى سعادة غامرة تمثلت فى الضحك والقفز والرقص، لقد كانت هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات يرتدي فيها هؤلاء الصغار ملابس جديدة.
لقد أظهرت صباح قباني قناعة تامة بأن أولادها اصبحوا يذهبون إلى المدارس و يتلقون التعليم المناسب، أما حُلمها الآن فهو العمل على تحسين أحوالهم المعيشية ومن ثَمَّ العودة إلى وطنها .
إننا نجد أنّ صباح تتفهم أنّ هذا الحلم قد لا يتحقق في أي وقت قريب ، وفى نفس الوقت تُعَبّر عن شكرها للدعم الذي تحصل عليه من مؤسسة الزكاة والذي قد يساعد فى تحقيق أحلامها
وتختم صباح حديثها بهذه الكلمات: "كلما أُخبر اطفالي بأنّ موظفو مؤسسة الزكاة قادمون فإنهم ينتظرونكم عند الباب."