نوال هي العروس السورية التى تزوجت حديثاً ولكن في الوقت الذي نجد فيه العديد ممن تزوجوا حديثاً يجوبون أنحاء العالم المختلفة للاحتفال بشهر العسل، نجد أنّ نوال وزوجها يلوذان بالفرار هرباً من الإضطهاد في وطنهم سوريا، لقد أجبرهم الصراع المرير إلى ترك وطنهم والبحث عن الأمان و اللجوء إلى أوروبا، و يسعيان للجوء ضمن الآلاف من اللاجئين الآخرين.
فى ما يلى تفصيل قصة بتول كما ترويها بِنَفْسِها:
لقد قمنا بترتيب إجراءات الفرار من سوريا وذلك بالاتفاق مع أحد المهربين لأجل نقلنا من تركيا إلى جزيرة في اليونان، ولم نتمكن من حمل أي أغراض معنا ما عدا ملابسنا و بطانية واحدة، وقد تجاوز عدد ركاب القارب الذي حملنا الخمسين شخصاً، كانت غالبيتهم من البالغين مع وجود عدد قليل من الأطفال.
عندما أوصلنا القارب إلى الجزيرة وجدنا ممثلين للأمم المتحدة والهلال الأحمر فى إستقبالنا على الشاطئ وقد قاموا بتوزيع مستلزمات النظافة والغذاء والدواء حيث أُعطيت الأولوية في التوزيع للأطفال، ثم توجهنا إلى أثينا على متن قارب آخر بتكلفةٍ مقدارها 40-100 يورو للشخص الواحد ،وذلك اعتماداً على الأشياء التي يحملها الشخص، وقد تفضل المسؤلون فى اليونان بمنح السوريين تصريح إقامة لمدة 6 أشهر للبقاء في اليونان.
بعد ذلك استقلينا حافلة متجهة إلى مقدونيا حيث تم نقلنا إلى قطار متجه إلى صربيا وقد تم فصل الرجال في مقصورة أخرى من القطار، لقد كانت الأحوال في هذه القطارات سيئة للغاية لكن وبحمد الله وصلنا إلى كرواتيا وهنا لا بد لي أن أقول أنّ الشعب الكرواتي كان ودوداً للغاية، لم تكن كرواتيا هي محطتنا الأخيرة فقد كانت المحطة التالية هي المجر، من الأشياء الملاحظة خلال مرور القطار عبر الأراضي المجرية إيقاف القطار في منتصف الليل دون إبداء أسباب واضحة لذلك.
وبعد إنتظار دام طوال الليل أطلق سراحنا.
وفي كرواتيا استقلينا سيارة أجرة لنقلنا إلى النمسا قبل أن نصل فى النهاية إلى مخيمات اللاجئين في ألمانيا، وكانت المعسكرات في ألمانيا مكتظة للغاية، بعد ألمانيا سافرنا إلى السويد حيث خصصت لنا غرفة في المخيم ونحن حالياً فى إنتظار الحصول على الإقامة.