(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).سورة البقرة 2:186
وبحسب ما ورد ، فإن أحد الحادثين ، أو كليهما ، كان سبب النزول .
خلال الحديث عن فرضية صيام شهر رمضان في سورة البقرة، نجد هذه الآية الرقيقة التي تخاطب مباشرة القلوب المؤمنة، مبشرة بقرب الله من عباده.
وقد نزلت هذه الآية وفقًا لبعض الروايات في مناسبتين: الأولى عندما سأل الناس النبي، صلى الله عليه وسلم، إن كان الله قريب فنناجيه، أم بعيد فنناديه، والثانية عندما تساءلوا عن أفضل الأوقات للدعاء. هذه الأسئلة، على بساطتها الظاهرة، تعبر عن شوق العباد لمعرفة كيفية التقرب إلى الله. وجاء الرد الإلهي مباشرة وبأسلوب يفيض بالطمأنينة والعناية: الله قريب ويستجيب لكل من يدعوه.
الإجابة تحمل رسالة واضحة: إن كان الله يعد بالاستجابة لدعائنا، فمن باب أولى أن نستجيب نحن لدعوته ونتبع طريقه لنحقق الهداية والفلاح في الدنيا والآخرة
الجواب على السؤال الأول عن قرب الله من الرسول عليه الصلاة والسلام ، نعلم: الله أقرب إلينا من أي شيء آخر. كما قال في محكم كتابه العزيز
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ) سورة الواقعة ، 56:85
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ"(سورة ق الآية.16)"
إن تحذير النبي صلى الله عليه وسلم المعروف لمجموعة من الصحابة الذين يسافرون معه يوضح آثار هذا القرب الخالد عندما يتعلق الأمر بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى.
وأيصاً حديث النبي ﷺ المعروف مع أصحابه أثناء رحلة يوضح معنى قرب الله تعالى حينما نرفع دعاءنا إليه
قال الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري:
قال الصحابي العظيم أبو موسى الأشعري: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم( فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده)(مسلم 4: 2076 ، رقم 2704).
إن كانت لك دعوة واحدة فقط... كيف تجعلها تُستجاب حقًا؟
هذا هو السؤال الجوهري الذي يواجهنا هذا رمضان، أليس كذلك؟
علينا أولاً أن نستذكر ما أشار إليه القرآن الكريم فيما يتعلق بالدعاء؛ فكثيراً ما نندفع بحماسة وندعو لأنفسنا بالخير، ولكن قد ندعو دون أن نشعر بما قد يكون ضد مصلحتنا:
قال تعالى (وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً) (سورة الإسراء 17:11).
أيضا:
(وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)(سورة يونس ، 10:11).
وتستمر الآية التالية:
(وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (سورة يونس ، 10:12).
لكن لا تقلق بشأن كيفية صياغة دعائك ليكون مستجاباً، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان "قدوة في الدعاء"، وأدعيته كانت الأكثر إقناعًا وقوةً. والفضل يعود إلى العلماء الذين اجتهدوا في نقل تلك الأدعية وتعليمنا إياها، لتكون بمثابة نور يهدي دعواتنا ويقودها نحو الإجابة.
... ما الذي يعترض طريق الدعاء؟
الدعاء المستجاب يتطلب ثلاثة شروط أساسية: (1) أن تتوجه إلى الله وحده في دعائك؛ (2) أن تكون نيتك صافية وخالصة؛ و(3) أن تكون على يقين من استجابة دعائك. قد يتعجب البعض أو يشكك في هذا الشرط الأخير. ومع ذلك، هذا هو وعد الله الواضح في الآية التي استُشهد بها في بداية النص في الآية
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ "(40:60).
نسأل: لماذا عندما ادعوا بنية حسنة لله وحده لا يستجاب دعائي؟ الجواب ، كما يقول القرطبي وابن كثير ، وهما من أعظم المفسرين للقرآن
لدينا ،.
أولاً: إن قبول الله لدعائنا يحدث على نحو متنوع ، كما قال نبينا عليه السلام: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم)
وإن الله جل وعلا يعطي العبد بدعوته إحدى ثلاث:
1- أما أن تعجل له دعوته في الدنيا
2- وإما أن تدخر له في الآخرة
3- وإما أن يصرف عنه من الشر
ثانيًا ، نهى الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء المرء على نفسه وعلى الأبناء والممتلكات ، كما حرم الدعاء من أجل زوال المرء.
انتبه الآن ،
فقد سئل الحكيم الشهير إبراهيم بن أدهم من بلخ (ت 778) بحسب القرطبي نفس السؤال الذي نطرحه هنا، فقال له الناس: يا أبا إسحاق، إن الله تعالى يقول: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم(غافر60) ونحن ندعو الله فلا يستجيب لنا! فقال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء:
1- عرفتم الله ولم تؤدوا حقه
2- وقرأتم القرآن ولم تعملوا به
3- وزعمتم حب نبيكم وتركتم سنته
4- وقلتم إن الشيطان لكم عدو و وافقتموه
5- وقلتم إنكم مشتاقون إلى الجنة ولم تعملوا لها
6- وقلتم إنكم تخافون النار ولم تهربوا منها
7-وقلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له
8- و اشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم
9- واكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها
10- ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم ، فكيف يستجاب لكم؟
رمضان على الأبواب، لا يمكن أن تكون هناك وقت أفضل لتحقيق تلك الوصايا العشر ، حتى يستجيب الله لدعائنا.
إليك بعض الأدعية التي يجب أن تتذكرها في رمضان:
عندما يثبت رؤية هلال شهر رمضان:
(اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله
"ربي وربك الله".
عند الإفطار عند غروب الشمس:
" اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت "
بعد الإفطار
"ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله"
دعاء إذا أفطر عند أهل بيت
" أَفطَر عِنْدَكُم الصائِمونَ وأكل طعامَكُمُ الأبْرارُ،وصلت عليكُمُ الملائِكَةُ"
في آخر عشر ليالٍ من رمضان ، بحثًا عن ليلة القدر ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
الصوم يمكن أن يجعل المرء منفعلاً. لذا إذا أزعجك شخص آخر أثناء الصيام ، فقل:
"اللهم إني صائم"
إليك أدعية رائعة يجب القيام بها يوميًا:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ)
اللَّهمَّ اكْفِني بحلالِكَ عَن حَرَامِكَ، وَاغْنِني بِفَضلِكَ عَمَّن سِوَاكَ
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”(سورة البقرة 2: 201)"
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (سورة إبراهيم ، 14: 40-41)
اللهم نسألك حسن الخاتمة، ونسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة
، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله، اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ونعوذ بك من سوء الخاتمة يارب.
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي و قلة، حيلتي و هواني على الناس يا الله
اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"
اللَّهُمَّ أعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول أو عمل
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (سورة طه ، 20: 114).
'اللهم أكثر مالي، وولدي، وبارك لي فيما أعطيتني وأطل حياتي على طاعتك، وأحسن عملي واغفر لي
وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.(سورة الأحقاف ، 46:15)