سلسلة مَحَاسِن التطوع: عمل صغير
بقلم نيفين شعابنة
بقلم نيفين شعابنة
يُنصح الناس بأن يحلموا احلاماً كبيرةً، كُن كبيراً او اذهب للبيت او فكر بكل شيء أو لا شيء هذه المفاهيم الكبيرة لتشجيع الآخرين في البحث عن أفضل إمكاناتهم، ولكنهم لا يقدمون سوى القليل للخدمة العامة والأعمال الخيرية.
عندما يتعلق الأمر بالعمل الخيري أو الخدمة ،فإنه ما يتم تقدميه في الغالب قليل يكمن في أصغر أعمالنا ، وخياراتنا اليومية ، وفي ضميرنا الذي يكافح من أجل أن يُسمع بين ضجيج الحياة اليومية.
ما ألْهِمَني للتطوع والمشاركة مع مؤسسة الزكاة هو إدراك حقيقة أنه لا يمكن أن يكون هناك فرصة مثالية مع وقت مجاني لا نهاية له و مال إضافي، في الواقع إن لم يكن الآن إذن لن يحدث ابدا. لا ينبغي أن يكون التبرع مهمة فردية وحصرية، على سبيل المثال من خلال توعية الشباب وإلهامهم ، تمكنا من جمع التبرعات للمساعدة في حملة لوازم الشتاء لسوريا، وكانوا قادرين على إرسال الأموال إلى غزة ومساعدة الأطفال المحتاجين.
كلنا يقوم بتوفير بعض المال لشراء القهوة أو التفاخر بشرب النوع الثمين منها ولكن بدلاً من ذلك تبرعوا بها للمؤسسات الخيرية. وكأن إعطاء الآخرين ينقص من سعادتنا و اكتفائنا، نادراً ما يتخلى الناس عن نفقاتهم الزائدة ولكن يفضل أن يتبرعوا مع الحفاظ على خيارات أسلوب حياتهم
دائما يدركون أن لديهم الحيز والمال للتبرع لأنه العطاء في الواقع يضيف لحياتنا، على سبيل المثال رعاية يتيم في الشهر تكلف 50 دولار أمريكي بواقع 1.66 دولار في اليوم. لا يتطلب الأمر منك الكثير من التضحية فقط عليك أن تضع القليل من المال جانباً في صندوق، وعليك تشجيع جميع أفراد العائلة لفعل الشيء نفسه بشكل يومي. اجعله هدفاً واجمع كل يوم 1.66 دولار اعتبره من النثريات التي تصرف على المركبات و الحقائب وامور المنزل.
من خلال جعلها مبادرة لدى الأسرة أو الجيران أو بين الأصدقاء، يمكنك إعطاء يتيم فرصة ليس للعيش فقط وإنما تجعله يزدهر وينجح في الحياة.وينبغي ألا نهدف إلى مساعدة الناس على البقاء على قيد الحياة فحسب، بل يجب أن نهدف إلى السعي لجعل حياتهم أفضل. وعندما يتعلق الأمر بالمبادئ، لدينا مسؤولية لمساعدة الناس الآخرين، ليس فقط كمسلمين ولكن كبشر خلقنا في هذا العالم.لماذا تعطي؟ لأنه التزام أخلاقي. لأن الهدف النهائي من الحياة هو أن تفعل ما هو جيد قدر الإمكان. لأنه مهما كان العمل الجيد صغيراً فإنه ينتفع به.خذ خطوة نحو مساعدة الآخرين لأنه في ذلك العمل الصغير، هناك حياة لحلم كبير.
نيفين شعابنة هي روائية ومتحدثة عامة.
صدرت لها رواية: أسرار تحت شجرة الزيتون