تبث لنا شاشات التلفزة المختلفة العديد من الأخبار والقصص المأساوية، التي تحدث بشكل يومي على مدى 24 ساعة، وبالتالي تصبح تلك القصص أمراً عادياً لكثرة تكرارها في مختلف مناطق العالم،و إحدى تلك القصص المهمة التي أصبحت على هذا النحو، هي أزمة الجوع التي تجتاح القرن الأفريقي حاليًا.
وبحسب تقديرات أمينة عبد الله المديرة الإقليمية لشؤون القرن الأفريقي في في يوليو 2022، قد يكون هناك 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية بحلول سبتمبر، مع استمرار الأرقام في الإرتفاع
وشهدت دول إثيوبيا ، وكينيا ، والصومال ، الجفاف للموسم الخامس على التوالي ، الأمر الذي أدى إلى زيادة الحاجة الملحة لتوفير المساعدات الطارئة، قبل وصول تلك الدول لحافة الانهيار، وأدى الجفاف المميت الذي نفوق ما يقرب من 9 ملايين رأس من الماشية ، وتدمير المحاصيل الزراعية بشكل كامل ، وجفاف مصادر المياه ، و يعاني أكثر من 37 مليون شخص لخطر سوء التغذية الشديد ، مما أدى إلى مشاكل صحية رئيسية أخرى، وتواجه الصومال الوضع الأسوأ، حيث توفي أكثر من 700 طفل بسبب سوء التغذية في عام 2022.
وتعتبر هذه أسوأ موجة من الجفاف يشهدها القرن الأفريقي منذ أكثر من 40 عامًا ، وتفاقمت الظروف بسبب تأثيرات تغير المناخ ، وارتفاع تكاليف الغذاء ، وتبعات فيروس كورونا ، وحرب روسيا مع أوكرانيا.
وتعاني الفئات الضعيفة من تأثيرات الكوارث، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان ،حيث أثرت أزمة الجوع في القرن الأفريقي بشكل كبير على النساء والفتيات، اللواتي يجلبن المياه ، و يتعين عليهن قطع مسافات طويلة للعثور على مصادر المياه،الأمر الذي يعرضهن لخطر العنف والإصابة.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي قد ازداد بسبب تدهور الأوضاع.
و وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، فإن 942 ألف طفل دون سن الخامسة، و 135 ألف امرأة حامل ومرضعة النساء يعانين من سوء التغذية الحاد، وبحاجة إلى علاج للتخفيف من آثار الجفاف.
وقال الدكتور إبراهيما سوسي مساعد المدير العام منظمة الصحة العالمية للاستجابة لحالات الطوارئ"إن الوضع كارثي بالفعل، ويحتاج الى التحرك الفوري ، ويجب تفادي أزمة نقص التمويل ".
يذكر أن مؤسسة الزكاة الأميركية تعمل في إثيوبيا وكينيا والصومال منذ عقدين من الزمن ، و تقدم المساعدات الطارئة وتنمية سبل العيش ، ورعاية الأيتام، والأمن الغذائي، وتساعد جهودها الإغاثية تلك المنطقة على التعامل مع تبعات الكوارث الطبيعية، والتي صنعها الإنسان ، بما في ذلك المجاعة.