رمضان هو شهر الصيام الذي فرض على المسلمين،وقد أشار القرآن الكريم إلى أهميته
حين قال الله سبحانه في محكم كتابه العزيز(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(البقرة 2: 185).
يعتقد العلماء المسلمون أن الله تعالى بدأ بإرسال كل كتبه السماوية في شهر رمضان، قبل أن يتمم الوحي بالقرآن الكريم. وبذلك، يُعتبر رمضان شهراً مضيفاً لكل الكتب المنزلة، بما في ذلك "صحف إبراهيم" غير المسماة، والتوراة (التوراة) لموسى، والزبور (المزامير) لداود، والإنجيل لعيسى، عليهم السلام جميعاً.ب.
متى يأتي رمضان؟
رمضان هو الشهر التاسع من السنة القمرية الإسلامية التي تتكون من 12 شهراً، والمعروفة بالتقويم الهجري. وقد حدد الله سبحانه وتعالى السنة القمرية عند خلق الأرض
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (سورة التوبة ، 9:36).
بدأ التقويم الهجري في عام 622 ميلادي، في اليوم الذي أكمل فيه النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، هجرته من مكة المكرمة، مركز التجارة
والروحانية في جزيرة العرب، إلى مدينة يثرب، التي أصبحت تُعرف لاحقاً بالمدينة المنورة، موطن النبي ومرتاحه، صلى الله عليه وسلم.
ييعتمد التقويم القمري الإسلامي على الدورة السنوية القمرية مقارنةً بالسنة الشمسية والفصول. حيث أن السنة القمرية أقصر من السنة الشمسية بحوالي 10 إلى 11 يوماً. يستغرق الأمر نحو 33 عاماً شمسياً لكي يعود رمضان إلى نفس الفترة من السنة الشمسية. وفي فترة حياة الإنسان النموذجية، سيختبر المسلم رمضان عبر الدورة الكاملة للسنة الشمسية مرتين.
ما هو صوم رمضان؟
صوم رمضان يتطلب الامتناع عن الطعام والشراب والجماع وإفرازات الجسم من الفجر حتى غروب الشمس، ويستمر هذا الامتناع طوال 29 أو 30 يوماً، حيث يتفاوت عدد أيام الأشهر القمرية. يُطبق هذا الصوم على جميع المسلمين ما لم يكن لديهم عذر مثل المرض أو السفر أو عدم القدرة على الصيام بسبب العمر أو الحمل أو الرضاعة، حيث يمكنهم دفع ما يُعرف بالفدية بدلاً من الصيام. (للاطلاع على الاستثناءات المشروعة من الصيام، راجع "الاستثناءات المشروعة من الصيام"). أولئك الذين ينتهكون الصوم عمداً دون عذر يجب عليهم دفع كفارة أو تعويض يُعرف بالكفارة. (للاطلاع على الأفعال التي تبطل الصيام، راجع "ما هي الأفعال التي تبطل الصيام؟").
يوضح القرآن الكريم أحكام صوم رمضان في أربع آيات:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ،
أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ،
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة البقرة 183-185
وأيضاً
قال تعالى
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) سورة البقرة:187.
ما هي الحكمة من صيام رمضان؟
لا يهدف صيام رمضان إلى فرض الجوع والعطش والحرمان الحسي للصائمين، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: " رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ " (أحمد رقم 8693).
يهدف رمضان إلى تحلي المؤمنين بالأخلاق، على وجه التحديد ، تتمثل محاكمتنا كبشر في الحكم والتصرف" بناءً على حكمنا في الوقت الذي منحه إياه الله سبحانه وتعالى حيث قال في كتابه العزيز(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)(سورة الملك 2)
معيار العبادة هو الغيب غير المرئي، حيث قال الله سبحانه وتعالى في هذا الشأن (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ )(سورة الملك ، 67:23).
قل لهم -أيها الرسول-: الله هو الذي أوجدكم من العدم، وجعل لكم السمع لتسمعوا به، والأبصار لتبصروا بها، والقلوب لتعقلوا بها، قليلا- أيها الكافرون- ما تؤدون شكر هذه النعم لربكم الذي أنعم بها عليكم. قل لهم: الله هو الذي خلقكم ونشركم في الأرض، وإليه وحده تُجمعون بعد هذا التفرق للحساب والجزاء.
بمعنى آخر رمضان هو تدخل إلهي في الحياة الدنيا مصمم لتحريرنا لنصبح ما أوجدتنا أيادي الخالق اليمنى في الأصل: بوعي وصريح عباد للامتنان هذا الإله الوحيد.
تأمل هذه الآية:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة البقرة 2 ، 185)
رمضان" في اللغة العربية مشتق من الجذر "رمض" الذي يعني "الحرّ الشديد" أو "الاحتراق". يُفهم من هذا الاشتقاق أن "رمضان" يشير إلى شدة الحرارة، وهو ما يعكس حرارة الصيف التي غالبًا ما يكون فيها هذا الشهر في الجزيرة العربية. كما يقال إن الصيام في رمضان يرمز إلى تطهير النفس كما يطهر النار المعادن من الشوائب..
ماذا يحصل الصائم من رمضان؟
من الناحية الروحية، يوضح القرآن أن الفائدة الكبرى من صيام رمضان هي تحقيق تقوى الله. هذه التقوى ضرورية للفوز في الآخرة، وهي تعكس مسؤولية الإنسان منذ لحظة هبوطه إلى الأرض كخليفة مكلف. الوصول إلى تقوى الله هو الأساس لتحقيق الفوز الأبدي في الآخرة..
حيث قال سبحانه وتعالى (ييَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء 26: 87-89). ).
وايضاً:
(3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) (سورة التين ، 95: 4-6).ا.
هل زكاة الفطر واجبة؟
نعم. زكاة الفطر، هي الصدقة الواجبة التي يدفعها جميع المسلمين في نهاية شهر رمضان.
تأتي زكاة الفطر عادةً على شكل مواد غذائية أساسية أو كدفع نقدي يعادل قيمة توفير قوت يوم كامل.
تقوم زكاة الفطر بـ:
تنقية صيامنا من النواقص التي قد تراكمت خلال فترة الصيام.
مجتمعيًا، توفر الموارد الغذائية للمحتاجين الصائمين، مما يمكّنهم من الاحتفال بصلاة العيد ومشاركة فرحة العيد مع أطفالهم وعائلاتهم.
(انظروا ما هي زكاة الفطر؟).