تضافرت الأوضاع الناتجة عن جائحة كورونا، والقيادة المنقسمة، والبطالة الجماعية، والظلم الاقتصادي والاجتماعي، والاضطرابات المدنية، لتخلق عامًا غامضًا ومخيفًا.
سلط كوفيد-19 الضوء على أوجه القصور العامة في مؤسساتنا، وفضح عدم المساواة الممنهجة التي تضر بالمجتمعات ذات البشرة السوداء والبنية على الرغم من التحذيرات بشأن احتمال حدوث وباء، فشلت الدولة في التخطيط الجيد، حيث قلل نظام الرعاية الصحية القائم على الربح من أهمية تنفيذ البروتوكولات اللازمة.
وتسبب الفيروس في إصابة المستشفيات والعاملين في الرعاية الصحية بشكل عنيف، الأطباء والممرضات، الذين واجهوا نقصًا حادًا في معدات الوقاية الشخصية، لم يكونوا محميين ضد هذا العدو المجهري القاتل.
ومع تصاعد حالات الإصابة بـ COVID-19، أصبح واضحًا، أن المستشفيات المثقلة بمرضى الرعاية الحرجة ،كانت على وشك الانهيار ومع غياب اللقاح واختبارات كافية أو قدرات تتبع المخالطين، طُلب من الأمريكيين البقاء في منازلهم. مما أدى إلى ركود اقتصادي غير مسبوق.
وشهد الاقتصاد الذي يعتمد على التبادل الاجتماعي للسلع والخدمات انهيارًا، مع معدلات بطالة قريبة من فترة الكساد، وفقد الأمريكيون إمكانية الحصول على تأمين الرعاية الصحية المرتبط بوظائفهم،والعديد منهم لم يتمكن من توفير الطعام ودفع الفواتير وواجه عمليات إخلاء.
مع وجود 80% من الأمريكيين يعيشون على الراتب الشهري، كان من الضروري تدخل الحكومة لدعم الأسر العاملة،رغم تقديم الكونغرس شيكات للأمريكيين وحماية من البطالة، لم يكن هذا كافيًا لتغطية الوضع.
وفقًا لِبلومبرج، واجه نحو 30 مليون أمريكي انعدام الأمن الغذائي منذ بداية الوباء.، وتركت الحكومة ثغرات في سلسلة التوريد والدعم، مما جعل المنظمات غير الربحية تتدخل لتلبية الطلبات المتزايدة،و لأول مرة منذ الكساد الكبير، انتظر ملايين الأمريكيين في طوابير توزيع المواد الغذائية لساعات للحصول على غذائهم الأسبوعي.
وفي هذا السياق، ظهرت منظمات إنسانية غير ربحية مثل مؤسسة الزكاة الأمريكية، التي بدأت في تقديم المساعدة مبكرًا، خاصةً للأشخاص الأكثر ضعفًا. على الرغم من أن العديد من هؤلاء العمال غير المسجلين كانوا غير مؤهلين لتلقي الدعم الحكومي، فقد قامت مؤسسة الزكاة بتوزيع أكثر من مليون كيلو من المواد الغذائية الطازجة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وبدأت مؤسسة الزكاة في مينيابوليس، توزيعها الأول خلال الاحتجاجات التي تلت مقتل جورج فلويد، ووزعت أكثر من 36 ألف منتج و400 علبة من الحليب. في غضون 10 أيام،وقدمت أكثر من 120 ألف كيلو من المنتجات والحليب مجانًا على الأحياء المنكوبة، و وزعت ايصاً في مدن أخرى مثل شيكاغو ونيويورك ودورهام وسانت لويس وأوكلاند.
كما تعاونت المؤسسة مع عضو الكونغرس إلهان عمر في مينيابوليس لتوزيع المزيد من الغذاء، وقدموا أيضًا قفازات وأقنعة طبية للمستشفيات في المجتمعات المحرومة.
ولمواجهة الأثر النفسي للوباء، أنشأت المؤسسة مركز خليل للصحة العقلية لتقديم الدعم للأمريكيين المحرومين من الخدمات، مما ساعد الأشخاص على التكيف مع الوضع الجديد.
وأثر الوباء على كل جوانب المجتمع وكشف عن حالات فشل مؤسساتية تحتاج إلى معالجة، وكما أثبتت الجمعيات الخيرية الإنسانية مثل مؤسسة الزكاة الأمريكية، إن القدرة على سد الثغرات ومعالجة المشكلات مباشرة تظل أمرًا حيويًا في هذه الأوقات الصعبة