"لم يسبق لي البتّة أن رأيت مواداً غذائية كهذه في حياتي،" هذا ما ذكره عبدالملاّ بامتنان عندما إستلم الرزم الغذائية التي قامت مؤسسة الزكاة الأميركية بتقديمها. يعيش عبدالملاّ البالغ من العمر 65 بمفرده في قرية كندجول التابعة لولاية كرناتكا في الهند، حيث يحصل عبدالملاّ على قوت يومه بشق الأنفس من خلال عمله كحفّار مطلوب منه حفر عدد كبير من القبور نظير حصوله على قليل من الدولارات كأجرة له.
وهناك الكثيرون من أمثال عبدالملاّ ممن استفادوا بشكل خاص من الدعم السخي الذي يقدمه متبرعوا مؤسسة الزكاة الأميركية في شهر رمضان الفضيل.
والدين الإسلامي يدعونا جميعاً لتقديم يد العون للمستضعفين، و لأولئك الذين يعانون من سوء التغذية، والمهمّشين.
وإنطلاقاً من هذا الشعور الوجداني القيّم، تأسّست مؤسسة الزكاة الأميركية في عام 2001 وهي مستمرة في جعل هذا الشعور ركيزة لجهودها اليومية، وخلال شهر رمضان الفضيل لهذا العام، مدّت مؤسسة الزكاة أميركا يدها للعديد من العائلات حول العالم، والتي تناضل من أجل الحصول على احتياجاتها الأساسية، ومن بين هؤلاء المستفيدين الأشخاص ذوو الإحتياجات الخاصة، والأرامل، والأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة، والأيتام.
بهدف توفير ستة ملايين وجبة حول العالم والتي من شأنها تزويد الأسر احتياجاتها شهر كامل على الأقل من المؤونة الغذائية، تم تقديم المساعدات الغذائية لأكثر من 40 دولة منها فلسطين والأردن وتركيا وغانا كينيا وبوركينا فاسو والهند وسريلانكا وبنجلاديش.
ولكي يتم التعرّف على المستحقّين الذين يمكنهم الاستفادة بشكل كبير من هذه المبادرة، قام زعماء تلك المجتمعات المحلية، وقادتها الدينيين بتقديم توصيات حول الأسر الموجودة في مناطقهم، والتي تنطبق عليها معايير الإستحقاق للمساعدة، وقد تمّت عمليات التوزيع في أنحاء مختلفة من تلك المجتمعات مثل المساجد المحلية، و التي تجمّع فيها الناس لتلقي معوناتهم الغذائية، وعلت الإبتسامات وعلامات الإمتنان وجوههم.
وقال سوغرا، وهو أحد المتلقّين للمساعدات في الهند"بالنيابة عن عائلتي، أتقدم إليكم بالشكر الجزيل، وسأدعوا الله من أجل المتبرّعين وعائلاتهم، وعسى الله أن يباركهم ويبارك عائلاتهم."
وإلى جانب تقديم المساعدات الغذائية، فإن مشاركة فرحة العيد مع الأطفال اليتامى هو أمر جوهري من عمل مؤسسة الزكاة الأميركية، حيث من حق كل طفل أن يحتفل بكل مناسبة حلوة.
وفي هذا العام، يستقبل الأيتام في 10 دول هدايا العيد (العيدية) وهي البوسنة وبنجلاديش وغانا وفلسطين والهند وكينيا، وسوريا ونيبال وسريلانكا، وبالرغم من الحياة الصعبة التي يعيشها أولئك الأطفال، فإنه سيكون بإمكانهم ترقّب شيء ما في هذا العيد بنعمة الله عز وجل.
إن مؤسسة الزكاة الأميركية ممتنة لمتبرّعيها الكُرماء، الذي حوّلوا تلك الجهود إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع بعد توفيق من الله رازق كل شيء، إن توزيع هذه المساعدات الغذائية بادرة عظيمة، خصوصاً بالنسبة لأولئك الذين لم يتحصّلوا في حياتهم قط على القدر المناسب من اللوازم الأساسية.
عسى الله أن يبارك لكل من كانت له بصمة في هذا العمل، وأن يوفّقنا لكي نستمر في خدمة أخواتنا و إخواننا المحتاجين في كل الشهور،وليس فقط في شهر رمضان الكريم. آمين